السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
عادات وتقاليد قبائل غامد:
لا تختلف عادات وتقاليد قبائل غامد عن بقية قبائل المملكة التي منها الشجاعة والكرم والوفاء والذكاء والمروءة واحترام الجار والضيف والخوي ولهم عادات قديمة كانت متبعة في الجاهلية ثم توقف بعضها بعد الحكم السعودي واستتباب الأمن وتطبيق أحكام الشريعة في بلادنا الطاهرة وبعضها ما زال ساري المفعول ومن هذه العادات: 1- الفرقة 2- الرفـدة 3- الدخيل 4- رد النقا 5- الثار 6- السمي 7- المعدال 8- الوجه . وهذه العادات هي عبارة عن قوانين متعارف عليها بين القبائل ويسرني ايضاح كل عادة على حده فيما يلي :
الفَــرقــة : وهي المبلغ الذي يدفعه أفراد القبلية البالغين لمن يحكم عليه منهم بدية بحيث يوزع المبلغ بالتساوي وأحياناً تقلل حصة الفقير وتزاد حصة الغني ( 1 ) ويسمونها الفرقة الغصابة أي انها اجبارية وما زالت هذه
العادة متبعة لدى قبيلة غامد حتى يومنا هذا .
( 1 ) الديه : هي المبلغ المحكوم به للمقتول الذي يكلف قاتله بدفع الديه الشرعية لورثته مهما كانت أسباب القتل وسواء إن كانت بموجب حكم شرعي أو صلح قبائل وسواء إن كانت ديه شخص واحد أو أكثر .
-الرفـــدة : وهي ما يدفعه أي شخص لأي شخص حصل عليه نكبة من نكبات الدهر سواء كان من داخل القبيلة أو من خارجها وهي اختيارية وهي متبعة حتى يومنا هذا .
3-الدخـــيل :
وهو الرجل الذي يرتكب جريمة قتل ثم يدخل على أي قبيلة توافق على حمايته من أخصامه مدة متعارف عليها بين القبائل وهي سنة وشهرين وليل ونصف ليل وأحياناً يحمونه عشر ليال فقط ويسمونها العشر المؤجـلات بحيث يتمكن الجاني من الإبتعاد خلالها من أخصامه وعلى القبيلة التي توافق على حمايته أن تبلغ أخصامه بالمدة الموافق عليها له وفي أعرافهم لا يمكن أن يمسوه اخصامه بسوء مدة الدخل وان اعتدى عليه أحد من أخصامه في مدة الدخل فإن القبيلة التي وافقت على حمايته تنتقم له . وقد قيل في ذلك قصص وأشعار اخترت منها قصة عامر الخفاجي الغامدي من قبيلة الهجاهجه الذي ارتكب جريمة قتل ثم دخل على قبيلة سبيع أهل رنية وادخلوه وأكرموه وبقي معهم مدة ثم أرسل قصيدة لخامسه المشانية اخترت منها هذه الأبيات :
يا راكب من فوق خمس تبارا *** خمس تبارا كنهن البواكير
على مرادفها عيال شطارا *** ومقدمين في الاشــــدة مسافير
من الصفيحه تغتبش بالسحارا ** وعصر تنف خشومها عن صرا البير ( 2 )
خلوا خبه وجبال رافه يسارا *** والريع مدهـال النضا والمعايير ( 3 )
ممســاك ربعــا نزلهم عطف دارا ** ومتيهين خلفها والمعاشـــير ( 4 )
الاد ابــن مشني فهــــود الزبـارا *** ديَّـــانهم مـــا يــــاخذ الا المعـــاذير
كــم من عــروس قنعوهــا الغبــارا *** واصواتهم معروفــة في المحاضير
امـــا اشتروني يالعيـــال الغمـــارا *** ولا فكبــــو هرجكــــم والمعــــــاذير
وبعد وصول القصيدة قام أقرباؤه بالتصالح مع أخصامه واسترجعوه وعاش معهم حتى توفي .
1-الدخيل : يشبه اللجوء السياسي
2-البير : المقصود بير بن غنام بروضة البقوم والصفيحة أرض لسبيع بين مدينة رنية والعقيق .
3-رافه جبل معروف يطل على وادي جرب من الشمال ، والريع هو ريع رافه .
4-دارأ أرض بأسفل وادي جرب معروف
رد النقـــا : هو إعلان الحرب من قبيلة على قبيلة أخرى حتى تكون الأخيرة على أتم الإستعداد للمواجهة ويدل ذلك على عدم الغدر وعلى الشجاعة وقوة البـأس .
الثـــــــــــــأر : الثأر عادة قديمة توقفت بعد الحكم السعودي وتطبيق أحكام الشرع وهي أن يثأر الرجل فيقتل قاتل ظيفه أو جاره أو خويه حتى لو كان من قبيلته ( 1 ) وكان من عادات قبائل غامد حماية القوافل التي تمر بأرضهم حيث يرافقها رجل منهم حتى تصل حدود القبيلة المجاورة وأي اعتداء على القافلة يعتبر إعتداء على قبيلة الرجل المرافق للحملة ولابد من الإنتقام من المعتدين ولو كان من الأقربين وقد قيل في ذلك قصص وأشعار اخترت منها قصة البحي الرفاعي الغامدي الذي رافق قافلة للصلاخات من الشلاوى بالحارث فاعتدى عليه أشخاص من قبيلة الهجاهجة من غامد وأخذوها فانتقم هو وعدد من أفراد قبيلته من المعتدين حيث قتلو خمسة منهم وأخذوا سلاحهم وجمالهم بحمولها وأنشد شاعرهم قصيــدة اخترت منها قوله :
ثرت له مدري خطا ولا صواب ** يــا نديـــبيي للصلاخـــي ودهــا
خمسة منهم عشى ســحم الذيـاب ** وام خمس والجمــــال بشــــدها
ثم اضاف شاعر اخر قصيدة اخترت منها هذين البيتين :
يا حيسفي يوم نعطي ربعنـا الذيب ** الاد ســـــيار حمــــران العيونــــــي
والله مـا هــو برخـــص للمذاريب ** لكـــن حشمت لحانــــا يــــرخصوني
واضاف شاعر اخر قائلاً :
لا يــا بني عمي غدو عند عـــالات ** ما منهم اللي راح في درب صايب
شجعانهم راحوانقا للصلاخـــــــات ** راحوا ورا صبيــان غامـــد نوايب
( 1 ) الثأر نوعان : ثأر للأقرباء مثل الوالد والولد والأخ ، وثأر للجار ولخوي والضيف وهو الأهم عند قبائل غامد .
الســـــــمي : عادة قديمة وتلاشت مؤخراً وهي انه اذا ولد لشخص مولود وسماه باسم صديق له من قبيلة أخرى فان المسمى بإسمه يتفــق مع والد المولود على موعد ختانه ويقام حفل أكبر من حفل الزواج ويحضره عدد كبير من أفراد القبيلتين ويقدم السمي لسميه هدية ثمينة بهذه المناسبة ويسمون الهدية (الواجب) وقد قيل في ذلك قصص وأشعار واخترت منها قصة ابراهيم الشلوي الذي سمى بإسمه محمد بن دخيل الغامدي من قبيلة رفاعة فأقيم بهذه المناسبة حفل وأحضر الشلوي هدية عبارة عن سيارة جيب تويوتا جديدة وبندق أم خمس وعدد من الخرفان وأنشد شاعرهم مصلح بن عياد قائلاً :
يا ابراهيم ابد في راس مشذوبة ** وانشر البيضاء على روس الاقذالي
واحتزم وامنع معك كل مركوبه ** بــام خمس اللي تزلــزل تزلـــزالي
واركب الجيب اركبه واقطع الجوبه ** اركبه لا من حــداك اشـهـب الــلالي
واجب حتى الســـلاطين مــا جوبــه ** اذبح اللــي تذبحه وابتــع التــالي ( 1 )
حنا بالحارث هل المدح ودروبه ** وانشد العربان من ماضي الاجيال
كم عقيد شبت النـــار في ثوبـــــــه ** واكلــه الســــرحان بـــالمنجم الخـــالي
فاجابه الشاعر عبدالله بن فهــد بن جهيط الرفاعي الغامدي بقوله :
مرحبــا من صــدق مــاهي بمقلوبه ** عــد نــواً بارقـــه يشعل اشـــعالي
نفتخــر بــــاللي لفانـــا بمــــا جوبـــه ** والســـمي لــه مقدريـــه وهــو غـــالي
والمدائــح لاهـــل الامـــداح منصوبــه ** والعوايــد بينـــا مــا لهـــــا أمثــــالي
عزوتــي غـــــــامـد حمـــى كـــل مشــعوبه ** جارهـم يـا من على طيب الافعـالي ( 2 )
غــامد اللــي سـالف الطيـب قامو به ** نجــدة المظهـــود لا وصلهــــم جـــالي
1- السلاطين – الحكام . 2- المشعوبة : ابل غامد حيث أن وسم ابلهم يسمى الشعب على الخد الايمن .
المعـــــــــــــــــدال : هو عبارة عن ضمان يضمن أعطاء صاحب الحق حقـه في المجلس القبلي فإذا حصل بين الطرفين مشكلة يقوم أحدهم بوضع بندقه أو سيفه أو مبلغـاً من المال عند أحد الشخصيات ويطلب عقد مجلس للمقابلــة فيقوم الخص الذي استلم المعدال بجمع أطراف النزاع في مجلس الصلح ويدعى كل من الأخصام على الآخـر أمام عــدد من المصلحين وكانوا يسمون المصلحين ( الفرضـاء ) والفريض بمثابة قاضي في وقتنا الحاضر ومن يرى المصلحون أنه هو المخطئ يعطي معدالة لخصمة وفي معظم الأحيــان تنتهي القضية بصلح وتسامح بين الطرفين وقد قيل في ذلك أشعار اخترت منها أبياتاً من قصيدة للشاعر أحمد بن عطية الغامدي من بني ظبيان ( يرحمه الله ) وهي مروبعـة حيث أجــرى محاكمة خيالية بين الجمل والسيارة فيقول :
عرفتهم بالرمز من غير تدليل ** قلت الجمل هذا وهذا الطرنبيل
قدام نشر الحق ودي معاديل ** الحق ما يظهر بلبا ضماني
قال الجمل لاباس ربي كفيلي ** على طريق الخير دائم دليلي
الصبر مفتاح الفرج والجميلي ** أنا ممسك الرسن والبطاني
قال الطرنبيل الذي جاك ماذون ** أنـا ضماني في يديك الدركسون
أجلس على الكرسي وخلـك مـامون ** ياســرع مـا اوديــك دار الامــاني
قلت ادعَّــو وأنــا قبلت الضمانـه ** من الذي يقدم ونسمع مقالــه
قـال الجمل خلــه يقـــدم لحالــه ** يحتـــج وأنــا جالســـاً في مكـــاني
قال الطرنبيل اسمع أن كنـت قـاضي ** أنــا اتقـــدم مــا علــي اعــــتراض
الاولــه وجهـــي مــن النــور يــــاضي ** وأمشـــي على نـــوراً بعيــداً ودانــي
لا والله الا قــام حظـــي علــى الهــرش ** طــالع لوجهـه غاديــاً كانــه الكــرش
براطمـــه متجرحـــــات من الهــــرش ** خســــران وأنـــا اللي كسبت الرهاني
قال الجمل :
الابــــل عطايــا الله وأن ســـلت عنهـــا ** عنــــد البــــداوه مـــا يقــــدر ثمنهــا
حلايـــب الخطــار حلــــواً لبنهـــــا ** جـــدت بــه المجمــول عنـد أبــن ثـــاني
ذكرنــي الله في الكتـب قبــل تنشــــاف ** وأنـا علــى اصحــابي عطوفــاً وميـــلاف
أن كـان عنـد الغـــامـدي حــق وانصــاف ** فيقـــدر الـــوالي عـلـــى كـــل فـــاني
حكم الحكم بالصلح :
قلت اسكتوا والعلــم منــــكم فهمنــــاه ** والكـــل منكـــم مــــا يغـــــير بمعنـــاه
كـــم واحـــد جانـــا وحقــــه قطعنــــاه ** مــا نحوجــه يمشـــي لـرجــال ثـــاني
وجهـــي عليكـــم تـــتركون الطلايـــب ** تصــالحو عنـــدي وكونـــو حـبـــايـب
قالو صدقت وعلمك اليـــــــوم صائب ** نبقى حبــــايب بــين بــاغض وشـــاني
الوجـــــــــــــــــه : الوجه نوعان . النوع الأول : أن يطلب رجل من رجل آخر طلب ثم يقول اربـط لي وجهك فإذا مسح وجهه بيده اليمنى فإنه لايمكن أن يتراجع عن موافقته .
والنوع الثاني : هو أنه اذا ارتكب رجل جريمة وخاف مــن أخصامـه فـانه يقول لرجل آخر انا في وجهك بالحق فاذا قال الأخير أنت في وجهــي فانه لايمكــن أن يمسه أحـد بسوء ما دام في وجهه حتى لو كان هذا الرجل قاتل أبيــه أو أخيـه لأن ذلـك من أشد العهود والمواثيق بين القبائل وكثيراً ما تنتهي القضية بصلح وتسـامح .
وقــد قيـل في ذلك قصص وأشعار اخترت منها القصة الشهيرة قصة الشيخ فهم بن جبـار الغـامدي شيخ قبيلة آل مُسًّلم رحمه الله الذي قتل أحـد أقرباء عوظه البقمي بطريـق الخطأ فحـاول البقمي عـدة مرات قتل الغامدي لكنه لم يتمكن من ذلـك وأخيراً قتـل عوظه البقمي شخص من قبيلته البقوم على إثر مشاجرة جرت بينهما فهرب ودخل بيتاً من بيوت غــامـد بـالليل وقال يا صاحب البيت :
تراني في وجهك بالحق فقال صاحب البيت أنت في وجهي قال ذلـــــك دون أن يعرف أحـدهما الآخـر وبعد أن شبت النار وأكرم الغامدي البقمي واتضــح أن صــاحب الدار هو الشيخ فهم بن جبار الذي كان يبحث عنه عوظه البقمي ليقتله فقال عوظه البقمي : يا شيخ فهم أنا كنت أبحث عنك لأجل أن أقتلك واليوم بعد أن دخلت بيتك وأكلت زادك وجعلتني في وجهك وأنـت لا تعرفني فإنني متنـازل عنـك ومسـامحك وأطلب أن أبقى في وجهك من أخصامي وربعي البقوم فوافـق الشـيخ فهـم علـى طلبـه وبقي عوظه مع الشيخ فهـم وقبيلته آل مسلم مـدة طائلة ، وأطلق على البقمي أسـم عوضـه الجلاوي ومازالت عائلته معروفة بهذا الإسم . وقـد رزق الشيخ فهـم بمولـد فسـماه عوضه على اسم جاره ودخيله البقمي وعوضه المسمى باسم عوضه البقمي هو عوضه بن فهم بن جبار شيخ قبيلة آل مسلم المعروف والمشهور الذي توفي قبل 20 سنه تقريباً . ومازالت الصلة بين العائلتين قائمة حتى يومنا هذا ، مع أن هذه القصة قديمة جداً وقد رواها لي شيخ قبيلة آل مسلم الحالي محمد بن عوظه بن فهـم حفيد صـاحب
القصة .
عادات وتقاليد قبائل غامد:
لا تختلف عادات وتقاليد قبائل غامد عن بقية قبائل المملكة التي منها الشجاعة والكرم والوفاء والذكاء والمروءة واحترام الجار والضيف والخوي ولهم عادات قديمة كانت متبعة في الجاهلية ثم توقف بعضها بعد الحكم السعودي واستتباب الأمن وتطبيق أحكام الشريعة في بلادنا الطاهرة وبعضها ما زال ساري المفعول ومن هذه العادات: 1- الفرقة 2- الرفـدة 3- الدخيل 4- رد النقا 5- الثار 6- السمي 7- المعدال 8- الوجه . وهذه العادات هي عبارة عن قوانين متعارف عليها بين القبائل ويسرني ايضاح كل عادة على حده فيما يلي :
الفَــرقــة : وهي المبلغ الذي يدفعه أفراد القبلية البالغين لمن يحكم عليه منهم بدية بحيث يوزع المبلغ بالتساوي وأحياناً تقلل حصة الفقير وتزاد حصة الغني ( 1 ) ويسمونها الفرقة الغصابة أي انها اجبارية وما زالت هذه
العادة متبعة لدى قبيلة غامد حتى يومنا هذا .
( 1 ) الديه : هي المبلغ المحكوم به للمقتول الذي يكلف قاتله بدفع الديه الشرعية لورثته مهما كانت أسباب القتل وسواء إن كانت بموجب حكم شرعي أو صلح قبائل وسواء إن كانت ديه شخص واحد أو أكثر .
-الرفـــدة : وهي ما يدفعه أي شخص لأي شخص حصل عليه نكبة من نكبات الدهر سواء كان من داخل القبيلة أو من خارجها وهي اختيارية وهي متبعة حتى يومنا هذا .
3-الدخـــيل :
وهو الرجل الذي يرتكب جريمة قتل ثم يدخل على أي قبيلة توافق على حمايته من أخصامه مدة متعارف عليها بين القبائل وهي سنة وشهرين وليل ونصف ليل وأحياناً يحمونه عشر ليال فقط ويسمونها العشر المؤجـلات بحيث يتمكن الجاني من الإبتعاد خلالها من أخصامه وعلى القبيلة التي توافق على حمايته أن تبلغ أخصامه بالمدة الموافق عليها له وفي أعرافهم لا يمكن أن يمسوه اخصامه بسوء مدة الدخل وان اعتدى عليه أحد من أخصامه في مدة الدخل فإن القبيلة التي وافقت على حمايته تنتقم له . وقد قيل في ذلك قصص وأشعار اخترت منها قصة عامر الخفاجي الغامدي من قبيلة الهجاهجه الذي ارتكب جريمة قتل ثم دخل على قبيلة سبيع أهل رنية وادخلوه وأكرموه وبقي معهم مدة ثم أرسل قصيدة لخامسه المشانية اخترت منها هذه الأبيات :
يا راكب من فوق خمس تبارا *** خمس تبارا كنهن البواكير
على مرادفها عيال شطارا *** ومقدمين في الاشــــدة مسافير
من الصفيحه تغتبش بالسحارا ** وعصر تنف خشومها عن صرا البير ( 2 )
خلوا خبه وجبال رافه يسارا *** والريع مدهـال النضا والمعايير ( 3 )
ممســاك ربعــا نزلهم عطف دارا ** ومتيهين خلفها والمعاشـــير ( 4 )
الاد ابــن مشني فهــــود الزبـارا *** ديَّـــانهم مـــا يــــاخذ الا المعـــاذير
كــم من عــروس قنعوهــا الغبــارا *** واصواتهم معروفــة في المحاضير
امـــا اشتروني يالعيـــال الغمـــارا *** ولا فكبــــو هرجكــــم والمعــــــاذير
وبعد وصول القصيدة قام أقرباؤه بالتصالح مع أخصامه واسترجعوه وعاش معهم حتى توفي .
1-الدخيل : يشبه اللجوء السياسي
2-البير : المقصود بير بن غنام بروضة البقوم والصفيحة أرض لسبيع بين مدينة رنية والعقيق .
3-رافه جبل معروف يطل على وادي جرب من الشمال ، والريع هو ريع رافه .
4-دارأ أرض بأسفل وادي جرب معروف
رد النقـــا : هو إعلان الحرب من قبيلة على قبيلة أخرى حتى تكون الأخيرة على أتم الإستعداد للمواجهة ويدل ذلك على عدم الغدر وعلى الشجاعة وقوة البـأس .
الثـــــــــــــأر : الثأر عادة قديمة توقفت بعد الحكم السعودي وتطبيق أحكام الشرع وهي أن يثأر الرجل فيقتل قاتل ظيفه أو جاره أو خويه حتى لو كان من قبيلته ( 1 ) وكان من عادات قبائل غامد حماية القوافل التي تمر بأرضهم حيث يرافقها رجل منهم حتى تصل حدود القبيلة المجاورة وأي اعتداء على القافلة يعتبر إعتداء على قبيلة الرجل المرافق للحملة ولابد من الإنتقام من المعتدين ولو كان من الأقربين وقد قيل في ذلك قصص وأشعار اخترت منها قصة البحي الرفاعي الغامدي الذي رافق قافلة للصلاخات من الشلاوى بالحارث فاعتدى عليه أشخاص من قبيلة الهجاهجة من غامد وأخذوها فانتقم هو وعدد من أفراد قبيلته من المعتدين حيث قتلو خمسة منهم وأخذوا سلاحهم وجمالهم بحمولها وأنشد شاعرهم قصيــدة اخترت منها قوله :
ثرت له مدري خطا ولا صواب ** يــا نديـــبيي للصلاخـــي ودهــا
خمسة منهم عشى ســحم الذيـاب ** وام خمس والجمــــال بشــــدها
ثم اضاف شاعر اخر قصيدة اخترت منها هذين البيتين :
يا حيسفي يوم نعطي ربعنـا الذيب ** الاد ســـــيار حمــــران العيونــــــي
والله مـا هــو برخـــص للمذاريب ** لكـــن حشمت لحانــــا يــــرخصوني
واضاف شاعر اخر قائلاً :
لا يــا بني عمي غدو عند عـــالات ** ما منهم اللي راح في درب صايب
شجعانهم راحوانقا للصلاخـــــــات ** راحوا ورا صبيــان غامـــد نوايب
( 1 ) الثأر نوعان : ثأر للأقرباء مثل الوالد والولد والأخ ، وثأر للجار ولخوي والضيف وهو الأهم عند قبائل غامد .
الســـــــمي : عادة قديمة وتلاشت مؤخراً وهي انه اذا ولد لشخص مولود وسماه باسم صديق له من قبيلة أخرى فان المسمى بإسمه يتفــق مع والد المولود على موعد ختانه ويقام حفل أكبر من حفل الزواج ويحضره عدد كبير من أفراد القبيلتين ويقدم السمي لسميه هدية ثمينة بهذه المناسبة ويسمون الهدية (الواجب) وقد قيل في ذلك قصص وأشعار واخترت منها قصة ابراهيم الشلوي الذي سمى بإسمه محمد بن دخيل الغامدي من قبيلة رفاعة فأقيم بهذه المناسبة حفل وأحضر الشلوي هدية عبارة عن سيارة جيب تويوتا جديدة وبندق أم خمس وعدد من الخرفان وأنشد شاعرهم مصلح بن عياد قائلاً :
يا ابراهيم ابد في راس مشذوبة ** وانشر البيضاء على روس الاقذالي
واحتزم وامنع معك كل مركوبه ** بــام خمس اللي تزلــزل تزلـــزالي
واركب الجيب اركبه واقطع الجوبه ** اركبه لا من حــداك اشـهـب الــلالي
واجب حتى الســـلاطين مــا جوبــه ** اذبح اللــي تذبحه وابتــع التــالي ( 1 )
حنا بالحارث هل المدح ودروبه ** وانشد العربان من ماضي الاجيال
كم عقيد شبت النـــار في ثوبـــــــه ** واكلــه الســــرحان بـــالمنجم الخـــالي
فاجابه الشاعر عبدالله بن فهــد بن جهيط الرفاعي الغامدي بقوله :
مرحبــا من صــدق مــاهي بمقلوبه ** عــد نــواً بارقـــه يشعل اشـــعالي
نفتخــر بــــاللي لفانـــا بمــــا جوبـــه ** والســـمي لــه مقدريـــه وهــو غـــالي
والمدائــح لاهـــل الامـــداح منصوبــه ** والعوايــد بينـــا مــا لهـــــا أمثــــالي
عزوتــي غـــــــامـد حمـــى كـــل مشــعوبه ** جارهـم يـا من على طيب الافعـالي ( 2 )
غــامد اللــي سـالف الطيـب قامو به ** نجــدة المظهـــود لا وصلهــــم جـــالي
1- السلاطين – الحكام . 2- المشعوبة : ابل غامد حيث أن وسم ابلهم يسمى الشعب على الخد الايمن .
المعـــــــــــــــــدال : هو عبارة عن ضمان يضمن أعطاء صاحب الحق حقـه في المجلس القبلي فإذا حصل بين الطرفين مشكلة يقوم أحدهم بوضع بندقه أو سيفه أو مبلغـاً من المال عند أحد الشخصيات ويطلب عقد مجلس للمقابلــة فيقوم الخص الذي استلم المعدال بجمع أطراف النزاع في مجلس الصلح ويدعى كل من الأخصام على الآخـر أمام عــدد من المصلحين وكانوا يسمون المصلحين ( الفرضـاء ) والفريض بمثابة قاضي في وقتنا الحاضر ومن يرى المصلحون أنه هو المخطئ يعطي معدالة لخصمة وفي معظم الأحيــان تنتهي القضية بصلح وتسامح بين الطرفين وقد قيل في ذلك أشعار اخترت منها أبياتاً من قصيدة للشاعر أحمد بن عطية الغامدي من بني ظبيان ( يرحمه الله ) وهي مروبعـة حيث أجــرى محاكمة خيالية بين الجمل والسيارة فيقول :
عرفتهم بالرمز من غير تدليل ** قلت الجمل هذا وهذا الطرنبيل
قدام نشر الحق ودي معاديل ** الحق ما يظهر بلبا ضماني
قال الجمل لاباس ربي كفيلي ** على طريق الخير دائم دليلي
الصبر مفتاح الفرج والجميلي ** أنا ممسك الرسن والبطاني
قال الطرنبيل الذي جاك ماذون ** أنـا ضماني في يديك الدركسون
أجلس على الكرسي وخلـك مـامون ** ياســرع مـا اوديــك دار الامــاني
قلت ادعَّــو وأنــا قبلت الضمانـه ** من الذي يقدم ونسمع مقالــه
قـال الجمل خلــه يقـــدم لحالــه ** يحتـــج وأنــا جالســـاً في مكـــاني
قال الطرنبيل اسمع أن كنـت قـاضي ** أنــا اتقـــدم مــا علــي اعــــتراض
الاولــه وجهـــي مــن النــور يــــاضي ** وأمشـــي على نـــوراً بعيــداً ودانــي
لا والله الا قــام حظـــي علــى الهــرش ** طــالع لوجهـه غاديــاً كانــه الكــرش
براطمـــه متجرحـــــات من الهــــرش ** خســــران وأنـــا اللي كسبت الرهاني
قال الجمل :
الابــــل عطايــا الله وأن ســـلت عنهـــا ** عنــــد البــــداوه مـــا يقــــدر ثمنهــا
حلايـــب الخطــار حلــــواً لبنهـــــا ** جـــدت بــه المجمــول عنـد أبــن ثـــاني
ذكرنــي الله في الكتـب قبــل تنشــــاف ** وأنـا علــى اصحــابي عطوفــاً وميـــلاف
أن كـان عنـد الغـــامـدي حــق وانصــاف ** فيقـــدر الـــوالي عـلـــى كـــل فـــاني
حكم الحكم بالصلح :
قلت اسكتوا والعلــم منــــكم فهمنــــاه ** والكـــل منكـــم مــــا يغـــــير بمعنـــاه
كـــم واحـــد جانـــا وحقــــه قطعنــــاه ** مــا نحوجــه يمشـــي لـرجــال ثـــاني
وجهـــي عليكـــم تـــتركون الطلايـــب ** تصــالحو عنـــدي وكونـــو حـبـــايـب
قالو صدقت وعلمك اليـــــــوم صائب ** نبقى حبــــايب بــين بــاغض وشـــاني
الوجـــــــــــــــــه : الوجه نوعان . النوع الأول : أن يطلب رجل من رجل آخر طلب ثم يقول اربـط لي وجهك فإذا مسح وجهه بيده اليمنى فإنه لايمكن أن يتراجع عن موافقته .
والنوع الثاني : هو أنه اذا ارتكب رجل جريمة وخاف مــن أخصامـه فـانه يقول لرجل آخر انا في وجهك بالحق فاذا قال الأخير أنت في وجهــي فانه لايمكــن أن يمسه أحـد بسوء ما دام في وجهه حتى لو كان هذا الرجل قاتل أبيــه أو أخيـه لأن ذلـك من أشد العهود والمواثيق بين القبائل وكثيراً ما تنتهي القضية بصلح وتسـامح .
وقــد قيـل في ذلك قصص وأشعار اخترت منها القصة الشهيرة قصة الشيخ فهم بن جبـار الغـامدي شيخ قبيلة آل مُسًّلم رحمه الله الذي قتل أحـد أقرباء عوظه البقمي بطريـق الخطأ فحـاول البقمي عـدة مرات قتل الغامدي لكنه لم يتمكن من ذلـك وأخيراً قتـل عوظه البقمي شخص من قبيلته البقوم على إثر مشاجرة جرت بينهما فهرب ودخل بيتاً من بيوت غــامـد بـالليل وقال يا صاحب البيت :
تراني في وجهك بالحق فقال صاحب البيت أنت في وجهي قال ذلـــــك دون أن يعرف أحـدهما الآخـر وبعد أن شبت النار وأكرم الغامدي البقمي واتضــح أن صــاحب الدار هو الشيخ فهم بن جبار الذي كان يبحث عنه عوظه البقمي ليقتله فقال عوظه البقمي : يا شيخ فهم أنا كنت أبحث عنك لأجل أن أقتلك واليوم بعد أن دخلت بيتك وأكلت زادك وجعلتني في وجهك وأنـت لا تعرفني فإنني متنـازل عنـك ومسـامحك وأطلب أن أبقى في وجهك من أخصامي وربعي البقوم فوافـق الشـيخ فهـم علـى طلبـه وبقي عوظه مع الشيخ فهـم وقبيلته آل مسلم مـدة طائلة ، وأطلق على البقمي أسـم عوضـه الجلاوي ومازالت عائلته معروفة بهذا الإسم . وقـد رزق الشيخ فهـم بمولـد فسـماه عوضه على اسم جاره ودخيله البقمي وعوضه المسمى باسم عوضه البقمي هو عوضه بن فهم بن جبار شيخ قبيلة آل مسلم المعروف والمشهور الذي توفي قبل 20 سنه تقريباً . ومازالت الصلة بين العائلتين قائمة حتى يومنا هذا ، مع أن هذه القصة قديمة جداً وقد رواها لي شيخ قبيلة آل مسلم الحالي محمد بن عوظه بن فهـم حفيد صـاحب
القصة .